کد مطلب:240974 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:119
الشی ء إذا لم یکن أزلیا کان محدثا
من الحكم المنتزعة من مناظرة الرضا علیه السلام مع سلیمان المروزی فی مسألة البداء و الإرادة التی رواها الصدوق و قد تعرضنا للأولی عند كلمة «ضاهیت الیهود فی هذا الباب». [1] و أما الثانیة فقد قال:
«قال سلیمان: یا سیدی أسألك؟ قال الرضا علیه السلام: سل عما بدالك، قال: ما تقول فیمن جعل الإرادة اسما وصفة مثل حی و سمیع و بصیر و قدیر؟ قال الرضا علیه السلام: إنما قلتم حدثت الأشیاء و اختلفت؛ لأنه شاء و أراد، و لم تقولوا حدثت و اختلفت؛ لأنه سمیع بصیر، فهذا دلیل علی أنها لیست بمثل سمیع و لابصیر و لاقدیر، قال سلیمان: فإنه لم یزل مریدا، قال: یا سلیمان فإرادته غیره؟ قال: نعم، قال: فقد أثبت معه شیئا غیره لم یزل، قال سلیمان: أثبت، قال الرضا علیه السلام: أهی محدثة؟ قال سلیمان: لاماهی محدثه، فصاح به المأمون و قال: یا سلیمان مثله یعایا [2] أویكابر؟ علیك بالإنصاف أما تری من حولك من أهل النظر، ثم قال: كلمه یا أباالحسن فإنه متكلم خراسان، فأعاد علیه المسألة فقال: هی محدثة یا سلیمان؛ فإن الشی ء إذا لم یكن أزلیا كان محدثا، و إذا لم یكن محدثا كان أزلیا...». [3] .
لا واسطة بین الحدوث و القدم، و الأول لم یكن أزلیا و العقل قاض بعد اجتماعهما و علیه تدور المناظرة حول الإرادة التی هی محدثة عندالرضا و سائر المعصومین علیهم السلام و دلل علیه السلام علی حدوثیتها أولا بأنها لوكانت قدیمة مثل السمیع و البصیر و القدیر لصح التعلیل بالثلاثة لحدوث الأشیاء و الختلافها كما صح بها لذلك و حیث أنها لم تصح و لم تستقم علمنا أن الإرادة لیست كالثلاثة و هذه آیة حدوثها و قدم تلك.
و ثانیا أثبت (ع) حدوثیة الإرادة بالدوران العقلی بین كونها غیره أو نفسه تعالی
[ صفحه 307]
فإن قیل إنها غیره فقد أثبت معه شیئا لم یزل و إلا فهی محدثة لم تكن معه أزلا و تجد التناقض فی كلام سلیمان و لأجله صاح به المأمون خالق هذه المناظرة فبإلزام الرضا علیه السلام إیاه سد علیه باب دعوی قدم الإرادة.
و المناظرة مطولة ذكرنا شیئا آخر منها عند كلمة «إن الفعل كله محدث». [4] و الإرادة فعل و كل فعل محدث فهی محدثة فتدبر.
[ صفحه 310]
«قال سلیمان: یا سیدی أسألك؟ قال الرضا علیه السلام: سل عما بدالك، قال: ما تقول فیمن جعل الإرادة اسما وصفة مثل حی و سمیع و بصیر و قدیر؟ قال الرضا علیه السلام: إنما قلتم حدثت الأشیاء و اختلفت؛ لأنه شاء و أراد، و لم تقولوا حدثت و اختلفت؛ لأنه سمیع بصیر، فهذا دلیل علی أنها لیست بمثل سمیع و لابصیر و لاقدیر، قال سلیمان: فإنه لم یزل مریدا، قال: یا سلیمان فإرادته غیره؟ قال: نعم، قال: فقد أثبت معه شیئا غیره لم یزل، قال سلیمان: أثبت، قال الرضا علیه السلام: أهی محدثة؟ قال سلیمان: لاماهی محدثه، فصاح به المأمون و قال: یا سلیمان مثله یعایا [2] أویكابر؟ علیك بالإنصاف أما تری من حولك من أهل النظر، ثم قال: كلمه یا أباالحسن فإنه متكلم خراسان، فأعاد علیه المسألة فقال: هی محدثة یا سلیمان؛ فإن الشی ء إذا لم یكن أزلیا كان محدثا، و إذا لم یكن محدثا كان أزلیا...». [3] .
لا واسطة بین الحدوث و القدم، و الأول لم یكن أزلیا و العقل قاض بعد اجتماعهما و علیه تدور المناظرة حول الإرادة التی هی محدثة عندالرضا و سائر المعصومین علیهم السلام و دلل علیه السلام علی حدوثیتها أولا بأنها لوكانت قدیمة مثل السمیع و البصیر و القدیر لصح التعلیل بالثلاثة لحدوث الأشیاء و الختلافها كما صح بها لذلك و حیث أنها لم تصح و لم تستقم علمنا أن الإرادة لیست كالثلاثة و هذه آیة حدوثها و قدم تلك.
و ثانیا أثبت (ع) حدوثیة الإرادة بالدوران العقلی بین كونها غیره أو نفسه تعالی
[ صفحه 307]
فإن قیل إنها غیره فقد أثبت معه شیئا لم یزل و إلا فهی محدثة لم تكن معه أزلا و تجد التناقض فی كلام سلیمان و لأجله صاح به المأمون خالق هذه المناظرة فبإلزام الرضا علیه السلام إیاه سد علیه باب دعوی قدم الإرادة.
و المناظرة مطولة ذكرنا شیئا آخر منها عند كلمة «إن الفعل كله محدث». [4] و الإرادة فعل و كل فعل محدث فهی محدثة فتدبر.
[ صفحه 310]
[1] حرف الضاد مع الألف.
[2] من العي: العجز.
[3] التوحيد: 445، عيون أخبار الرضا 147 - 146/1.
[4] التوحيد 448، عيون أخبار الرضا 148:1، و انظر حرف الهمزة مع النون، من الكتاب بين يديك.